![]() |
أصحاب الجبال ـ الجزء الاول |
كان من المفترض أن تكون استراحة لطيفة من العالم الحقيقي. رحلة إلى كوخي في الجبال لبضعة أيام لأجمع افكاري بعد الأشهر الماضية الرهيبة. اشتريت هذا الكوخ من بعض عمال المناجم القدامى الذين استنزفوا الجبل. الكوخ الذي بنوه لم يكن بحاجة إلا إلى بعض التحسينات الطفيفة. قاموا العمال السابقون في الأساس بفتح مدخل كهف واسع بما يكفي لإدخال الأدوات إلى الداخل.
في الليلة التي سبقت عودتي، ضربت أكبر عاصفة مطيرة منذ قرن. غمرت المياه جميع الطرق المؤدية إلى المدينة، ولم تكن هناك فرصة لسيارتي الرديئة أن تأمل في المرور. لم أكن منزعجًا جدًا بشأن ذلك؛ فقط كنت ممتنًا لأنني ما زلت أملك ما يكفي من الطعام ليدومني لبضعة أيام أخرى. الجزء الرهيب حقًا هو أن نظام الطاقة الرديء الذي صنعته قد انتهى، ونفدت بطارية هاتفي منذ فترة طويلة. كنت بحاجة إلى الانتظار لفترة حتى يتم شحن الألواح الشمسية، لذلك قررت الاستفادة قدر الإمكان من الموقف السيئ؛ لقد جعل المطر الغابة جميلة حقًا، وما زال لدي حوالي اثنتي عشرة صورة بولارويد لاستخدامها في الكاميرا الخاصة بي.
كانت الرحلة مذهلة حقًا. فقد جعل المطر المساحات الخضراء في الغابة أكثر حيوية، ووفرت مظلة الأشجار ما يكفي من الغطاء حتى لا أبتل تمامًا. كانت المشكلة الوحيدة التي واجهتها هي العدد الهائل من الأغصان المكسورة على الطريق. كنت أعلم أن العاصفة كانت سيئة، ولكن في سنوات امتلاكي لهذه المنطقه لم أر قط هذا القدر من الفوضى يتراكم في مثل هذا الوقت القصير. لم يكن لدي أي فكرة عن عدد الأغصان المكسورة أسفل مظلة الأشجار. كنت أسير لبضع ساعات قبل أن يبدأ الظلام في الهبوط، وقررت العودة. فجأة، خطرت لي فكرة رائعة لالتقاط صورة لنفسي لإحياء ذكرى الوقت الذي غمرني فيه المطر في الجبال. قمت بتشغيل الفلاش والمؤقت، ووضعت الكاميرا على صخرة قريبة، وتراجعت بضعة أقدام. الشيء الوحيد الذي سمعته قبل أن أصطدم بالأرض هو صوت تشقق الخشب. لقد ضربني شيء في رأسي. بقوة.
ما زلت في حالة ذهول، وحاولت معرفة ما حدث للتو، ولكن أيًا كان ما ضربني لم يمنحني الفرصة. أمسك بكاحلي، فدفعني ورفع ساقي في الهواء. وفجأة انبعث ضوء ساطع، وتوقف كل شيء. وسمعت الصورة الفورية تخرج من الكاميرا وتهبط بهدوء على الأرض. واستلقيت هناك لمدة دقيقة، وأنا أدعو الله أن يهدأ الطنين في رأسي. واستغرق الأمر مني بعض الوقت حتى أحرر كاحلي من يد ذلك الشيء وأجلس. أما الشخص، أو الوحش، أو أيًا كان، فقد كان واقفًا هناك متجمدًا.
إرسال تعليق
صلي على سيدنا محمد؟